وكالة مهر للأنباء-زينب شريعتمدار: لن تغيب عن أذهاننا أبداً ذكرى سنوية شهدائنا الابطال الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، والشهيدالبطل مهدس الانتصارات أبو مهدي المهندس (رضوان الله تعالى عليهما). شهادة سليماني كانت حدثاً تاريخيّاً، لم تكن حدثاً عاديّاً يُنسى في التاريخ، لقد سُجّل في التاريخ كنقطة مشرقة، ان الشهيدان أصبح كل منهما رمزا للشعوب الحرة وللأمّة الإسلاميّة والعربية أيضاً.
اكد رئيس مركز دراسات المجمع العالمي للصحوة الإسلامية، حسین اکبري، خلال مؤتمر صحفي، ان هناک هندسة جدیدة للقوی یتم تشکیلها في المنطقة والعالم، مشيراً الى انه بعد انهیار الاتحاد السوفیاتي حاولت الولایات المتحدة الامریکیة ان تشکل خارطة طريق عالمية تكون فيها المسيطرة على العالم، حيث کانت تعتقد أن سیاستها السلطویة ستجعلها القدرة الوحیدة وبلامنازع في العالم، ولذلک حاولت ان تستقر في منطقة غرب آسیا والخلیج الفارسي وتوسع سیطرتها ونفوذها في العالم العربي والإسلامي، وتمارس جمیع انواع الضغوط على الصین وروسیا والقوی الاخری التي تريد ان تفرض قوتها وسلطتها على منطقة الشرق الاوسط والعالم. وبمناسبة حلول الذكرى السنوية الاولى للشهيد الحاج قاسم سليماني، اقامت وكالة مهر للأنباء مؤتمراً صحفياً مع رئيس مركز المجمع العالمي للصحوة الإسلامية "حسین اکبري".
وقال "حسین اکبري"، انه في المقابل هناک دول وتیارات وحركات شعبية تکونت وتشكّلت وانشأت ما يسمى محور المقاومة وكان على رأس هذه الدول الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة، وکان قائد هذا المیدان هو الشهيد الحاج قاسم سليماني الذي حاول أن یشکّل نوع خطاب موحّد یواجه في هذه الجغرافیا الواسعة في غرب اسیا.
وتابع، امریکا حاولت من خلال احتلال افغانستان ان تفرض سیطرتها وسلطتها على المنطقة، وسعت بعد ذلک من خلال تواجدها في العراق الى بث رسائل الرعب والخوف الی حکام المنطقة، فكانت رسالة مبطّنة لهم بأن من یقف امام امریکا ستتم ابادته على الفور، وان امریکا جاهزة علی أن تخالف القوانین الدولیة وتحتل البلد وتوسع نفوذها وتمارس سلطتها المطلقة من دون خوف.
واكد "حسین اکبري"، ان القضاء على الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة ومحور المقاومة كان وما زال هدفهم الاساس والاول، لذلک نراهم يحاولون ويسعون الى تغییر المطالب الشعبیة في المنطقة وحرف مسار الصحوة الإسلامیة وخلق الازمات واشعال نار الفتنة في الیمن وسوریا ولبنان والعراق، واشعال النار في ایران، لقد طبّقوا سیاسة الضغط القصوی والحصار الإقتصادي الجائر وكل انواع الحظر وما شابه ذلک لكي يُزيلوا ايران ومحور المقاومة من الخارطة، لكن هذه الدولة وهذا المحور ثبّت جذورة في المنطقة.
ان الحل الوحید للشعب العراقي للخروج من الازمات السياسية والاقتصادية، هو بدعم الحشد الشعبي وحركات المقاومة الشعبية في سوریا والیمن، فهولاء زادوا مشکلة الامریکان في المنطقة، وكشفوا الولايات المتحدة على حقيقتها، وافشلوا مخططاتها، واصبحوا شوكةً في حلقهم
واشار "حسین اکبري"، الى ان خطّتهم في العراق کانت الحضور العسکري وارتفاع الاشتباکات المیدانیة، مما ادى الى ضرورة خلق مقاومة شعبية عراقية للتصدي للمطامع الامريكية وافشال خططهم.
واستطرد قائلاً: ان خروج الولايات المتحدة الامريكية من العراق وفشل مخططاتها والخسارة الفادحة التي لحقت بها والتي تقدر بـ 6000 مليار دولار على حسب تقاريرهم، فما كان امامهم سوى طریقين؛ اما الخروج السريع من المنطقة او البقاء في المنطقة وزيادة الخسائر، فاختاروا الخروج وزرعوا بدیلا لهم وهو تنظيم داعش، وكان هدفه استمرار سیطرة امريكا على المنطقة من خلال بث الفتن بين صفوف الشعب العراقي.
ووضّح حسين اكبري، ان داعش هي عبارة عن استمرار الازمات في داخل العالم العربي والإسلامي، فبدات داعش تدخل العراق، ولکنها لم تصل الی نتائج مثمرة، فاجبروا الامریکان على التدخل مرة اخری بذریعة ابادة تنظيم داعش، وهنا کان دور المقاومة خارج توقعات وحسابات الامریکان، فغدت محاربة داعش فرصة لمحور المقاومة، فتاسیس الحشد الشعبي في العراق واللجان الشعبیة في سوریا ومواجهة تنظيم داعش ووحدة صف التیارات العراقیة والبیت الداخلي العراقي ادى الی تشکیل وحدة وطنیة وهویة وطنیة في العراق، والیوم الحشد الشعبي اصبح مشکلة الامريكان في العراق، فهم يسعون الى حل الحشد الشعبي او التخلص منه.
ونوّه حسين اكبري، الى ان الحل الوحید للشعب العراقي للخروج من الازمات السياسية والاقتصادية، هو دعم الحشد الشعبي وحركات المقاومة الشعبية في سوریا والیمن، فهولاء زادوا مشکلة الامریکان في المنطقة، وكشفوا الولايات المتحدة على حقيقتها، وافشلوا مخططاتها، واصبحوا شوكةً في حلقهم، عندئذٍ لجأت الولايات المتحدة الی السعودیة التي کانت تحمي الكيان الصهيوني، وتموّل التيارات التكفيرية، وتشتري السلاح منهم لتحتلّ اليمن به، واصبحت السعودیة الیوم الدولة الفاشلة والخاسرة في الیمن، وهذه هي خسارة اخری للولایات المتحدة في المنطقة.
امریکا بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني كانت على اتم الجهوزیة للرد علی رد ایران، ولکنهم لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئاً اما اردة الشعب الايراني، ان کان من ضمن خيارات الولايات المتحدة شنّ حربٍ على الجمهورية الاسلامية قبل اغتیال الحاج قاسم فالیوم لیست من ضمن اختیاراتهم او قدرتهم
واجاب حسين اكبري، على سؤال مراسل قناة المسیرة الفضائیة، حول امکانیة شن امريكا والكيان الصهيوني هجوماً عسکرياً في اللحظات الاخیرة من حکم ترامب على ايران وخاصة بعد حضور الغوّاصات التابعة للولايات المتحدة وللكيان الصهيوني في الخلیج الفارسي، قال: " تهدیدات امریکا العسکریة لایران کانت ومازالت مستمرة، ولکن الجمیع یعرف أن اهداف أمريكا في کل غزو تكون امّا عسکرية أو سیاسیّة لتخدم مصالحهم، هذه الظروف غیر متواجدة حالیا "، وتابع، الامریکان لایقدمون علی عمل عسکري الا اذا تأكدوا من نجاحهم وانتصارهم قبل تنفيذ اي عمل عسكري. الیوم و بطاقات وقدرات ایران العسکریة یعلمون ان الانتصار على الجمهورية الاسلامية اصبح بعيد المنال ومستحيل.
وقال "حسين اكبري": " مراراً كانت الحکومة الامریکیة وخاصة ترامب تريد غزو ایران لكن وزير الدفاع السابق لم يكن موافقاً على هذا القرار، فما كان من ترامب الا ان طرده خارج البيت الابيض لمخافته لقرارات الطبقة السياسية للبيت الابيض. اما الان وبعد التطور العلمي والعسكري الذي حققته ايران في السنوات الاخيرة، فهم لیسوا علی استعداد للدخول في معرکة عسكرية خاسرة مع الجمهورية الاسلامية، فهم يدركون انه في حال نشوب حرب بينها وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية، فامريكا لن تكون صاحبة الطلقة الاخيرة في هذه الحرب.
وتابع، امریکا بعد استشهاد الحاج قاسم سليماني كانت على اتم الجهوزیة للرد علی رد ایران، ولکنهم لم يستطيعوا ان يفعلوا شيئاً اما اردة الشعب الايراني. ان کان یمکن للولايات المتحدة شنّ حربٍ على الجمهورية الاسلامية قبل اغتیال الحاج قاسم فالیوم لیست من ضمن اختیاراتهم او قدرتهم. کل ما یتکلمون فیه هو عبارة عن ضجیج اعلامي، وحتی ارسال الغواصات الى الخليج الفارسي، ما هو الا لانهم یدركون حجم وقوة قدراتنا العسکریة، ولو کان عندهم جهوزیة للخوض في معرکة لردوا علی ضربة عین الاسد.
وسأل مراسل قناة الاتجاه الفضائیة، حسين اكبري، ان البعض قرأ التحركات الامريكية والصهيونية بتوجيه غواصات نووية الى منطقة الخليج الفارسي، بانها اولاً تاتي للحيلولة دون تنفيذ ايران لانتقام لدماء الشهيد قاسم سليماني، والبعض قرأها بانها قد تكون لاستفزاز الجمهورية الاسلامية الايرانية، والبعض الاخر قرأها بأنها عبارة عن تاسيس لتواجد صهيوأمريكي مع الدول المطبعة مع ان الرسالة من هذا التواجد والتطبيع مع هذه الدول في الخليج الفارسي ليس فقط ضمن التعاون السياسي انما يمكن ان يكون تعاون عسكري وايجاد قواعد عسكرية في المنطقة، انتم في الجمهورية الاسلامية كيف تقرؤون هذا التواجد؟.
قال حسين اكبري: " ان تواجد وحضور الکیان الصهيوني في المنطقة لیس امراً جدیداً، بل ان الكيان الصهيوني متواجد منذ عقود في هذه الدول، ومن یتکلم عن عملية التطبیع، فلیعرف ان العملیة لم تکن تطبیع للعلاقات بل هي کشف اقنعة فقط، فالدول المطبعة تظن ان بتطبيعها للعلاقات مع الكيان المحتل ستحمي نفسها، وانا اقول لهم ان کان هناک تهدید على امن هذه الدول، فلن يكون هذا التهديد الا من قبل الكيان الصهيوني. هذه الدول غیر محصنة، ولیعرفوا انهم من دعو الكيان الصهيوني الی المنطقة، فهم المتهمون، لیس لدى هذه الدول ايّة قوة عسکریة، ولن تضیف هذه الدول شیئا للكيان الصهيوني.
وتابع، النقطة الاساسیة اننا یجب ان ندرك ان عملیة التطبیع مع الكيان الصهيوني لم تاتي تلبيةً لارادةٍ شعبية، بل جاءت تلبيةً لرغبة حکام المنطقة، وبالامارات وعلى وجه الخصوص حاکم ابوظبي، يجب علينا ان ندرك انه في هذه الدول لایوجد اي دیمقراطیة للشعوب، بل تم فرض التطبيع عليهم. هذه الشعوب هي رافضة لاقامة اية علاقات مع المحتل الصهيوني، بل هي رافضة لسياسات الدولة. هذه الدول تم الضغط عليها من قبل الكيان الصهيوني، فلم يكن لهم سوى الخضوع والتذلل للكيان الصهيوني لكي يحافظوا على كراسيهم ومناصبهم.
واجاب "حسين اكبري"، على سؤال مراسل وكالة مهر للأنباء، حول الرد القاسي من جانب الجمهورية الاسلامية الايرانية على اغتيال القائد سليماني، قائلاً: هل کان ردنا كافي بضرب قاعدة عين الاسد؟"، اجاب: ضرب قاعدة عین الاسد لم تكن سوى صفعة، والرد القاسي آتٍ لا محال، الرد القاسی باق، وهذا لیس من باب الحرب النفسي فالثورة الاسلامیة و المقاومة صادقة وکل ما یقوله آية الله العظمى السيد علي الخامنئي او السید حسن نصرالله سوف يحدث ويتحقق، فامريكا والكيان الصهيوني يدركون ان ضربة عين الاسد لم تكن الا صفعة.
وتابع، الیوم العدو لیس لدیه قوة الردع والا کان سیفعل ویردع بعد ضرب قاعدة عین الاسد، هم یعانون من مشاکل داخلیة ولن یتمکنوا من الرد ابدا، المقاومة مستمرة حتی بدون الحاج قاسم، فقد قال بایدن بعد اغتیال الحاج ان ترامب رمی النار في مستودع البارود.
واضاف: "شعبنا شعب ذکي ویعرف اننا وبعد الحرب العالمیة الثانیة کنا اول من ضربنا امریکا وقواعدها، ضرب قاعدة عین الاسد کانت عبارة عن کسر هیمنة امریکا وفرض الفشل علیها سیاسیا وعسکریا.
وسأل مراسل وكالة مهر للأنباء: " الكيان الصهيوني ضرب قواعدنا فی سوریا واغتال الشهید فخري زادة، لماذا لم نرد على هذا الاغتيال؟، اين هو ردنا؟".
ان قدرة محور المقاومة ازدادت، فكما نرى انه بعد اغتيال الحاج قاسم وابو مهدي المهندي في العراق، طالب العراقيون باخراج جميع القوات الامريكية من المنطقة، بينما طالبت امريكا وهي متذلّلةً ببقاء بعض القوات في الاراضي العراقية، ولكن البرلمان العراقي والشعب العراقي امرهم بالخروج من المنطقة باسرع وقت ممكن
اجاب "حسين اكبري"، منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران، سعت جميع القوى الاستكبارية فقي العالم الى شن حرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية، ولم يستطيعوا اخضاع الشعب الايراني اوفرض هيمنتهم على الجمهورية الاسلامية، العدو يسعى بكل الطرق الى ايقاف التطور العلمي والتكنولوجي والعسكري للجمهورية الاسلامية الايرانية، فهم لن يقبلوا بتواجد قوة عظمى مثل الجمهورية الاسلامية في المنطقة.
الكيان الصهيوني كان متوتّرا من التطور العلمي والعسكري والنووي للجمهورية الاسلامية الايرانية السريع، نحن نعلم ان القوى الاستكبارية لن تسمح بحصول الدول الاسلامية على الصواريخ المتقدمة او على الوسائل الطبية المتقدمة، وهذا لسببين: الاول؛ لكي لا تكون هناك قوى تنافس الكيان الصهيوني في المنطقة، اما بالنسبة الى السبب الثاني؛ فهم يرتعدون ويخافون من ان تقوم ايران ببيع الاسلحة المتطورة والمتقدمة لدول المنطقة ( دول محور المقاومة ولحركات المقاومة في المنطقة وبالخصوص حركات المقاومة الفلسطينية ) وهو ما سيسبب ويشكل تهديداً على امن الكيان الصهيوني. وهذا ما لا يوافقون عليه ويرفضونه.
وسأل مراسل وكالة مهر للأنباء، انه بعدما امر ترامب باغتيال الحاج قاسم سليماني، هل ضعف النفوذ الايراني في المنطقة؟ هل المقاومة ضعفت في المنطقة؟.
قال حسين اكبري: " على العكس ان قدرة محور المقاومة ازدادت، فكما نرى انه بعد اغتيال الحاج قاسم وابو مهدي المهندي في العراق، طالب العراقيون باخراج جميع القوات الامريكية من المنطقة، بينما طالبت امريكا وهي متذلّلةً ببقاء بعض القوات في الاراضي العراقية، ولكن البرلمان العراقي والشعب العراقي امرهم بالخروج من المنطقة باسرع وقت ممكن، اما بالنسبة الى حركات المقاومة في فلسطين واليمن ولبنان فاننا نلاحظ مدى التطور الذي وصلوا له، فهم اصبحوا قوة لا يستهان بها، فجميع القوى الاستكبارية تحسب لهم ألف حساب ".
/انتهى/
تعليقك